يعتبر الخجل من طبيعة الأطفال، وتبدأ أولى مظاهره غالباً في السنة الأولى من عمر الطفل. حيث يدير الطفل وجهه، أو يغمض عينيه، أو يغطي وجهه بكفيه إن تحدّث شخص غريب إليه. وفي السنة الثالثة يشعر الطفل بالخجل عندما يذهب إلى دار غريبة فيجلس هادئاً في حجر أمه أو إلى جانبها طوال الوقت، من دون كلام. وإن تحدث فإنه يهمس لأمه همساً، فيقال عنه: “ما شاء الله كم هو هادئ”.
هؤلاء الأطفال يشبون منطوين على أنفسهم، خجولين، معتمدين اعتماداً كاملاً على والديهم وملتصقين بهم. لذلك يواجهون صعوبة في دخول المدرسة والتصرف في السن التي يجب أن يتصرفوا فيها باستقلال، وأن يواجهوا الحياة خارج البيت ويتعاملوا مع الأشياء التي لم يتعودوها.
وتلعب الوراثة دوراً في شدة الخجل عند الأطفال، غير أن درجة الحياء قد تختلف حتى بين الإخوة الذين ينتمون إلى الأسرة نفسها. ولعل ذلك بسبب البيئة التي تعدل من شدة الخجل. فإن كان الطفل قليل الاختلاط بالآخرين فحري به أن يبقى خجولاً.
وهناك أسباب أخرى مهمة قد تؤدي إلى ظهور الخجل عند الطفل ومنها:
أ قسوة الأب مع الزوجة والأولاد قد تسبب مخاوف غامضة للطفل، فيشعر بعدم الأمان.
ب يتأثر الطفل بمخاوف الأم وقلقها الزائد عليه، والحماية الزائدة التي تجعلها تشعر بأن طفلها سوف يتعرض للأذى في كل لحظة. فتملأ الطفل من دون قصد بالشعور بأن هناك مئات الأشياء غير المرئية تشكل خطراً عليه. مثل هذا الطفل يشعر بأن المكان الوحيد الذي يشعر فيه بالاطمئنان هو جوار أمه فقط، ومثل هذا الطفل يشعر بالخوف ويتوقع في كل لحظة أن يصاب بأذى، فيظل منطويا بعيداً عن محاولة فعل أي شيء خوفاً من إصابته بأذى.
ج عدم الاختلاط بالأطفال الآخرين بسبب خوف الأم على طفلها من تعلم بعض السلوك، أو تعلم بعض الألفاظ غير اللائقة، يجعل الطفل منطوياً يفضل العزلة، فيصاب نتيجة لذلك بالقلق النفسي والاكتئاب والشعور بالنقص، وكل ذلك يؤدي إلى عدم الثقة بالنفس، والأنانية.
د التهديد المستمر للطفل والذي يوجه له بإسراف. مثال ذلك “إذا فعلت كذا فلن أحبكش، أو “سأرميك في الشارع” أو “أسلمك للشرطة”. الطفل لا يعرف انهم لا